بسمِ اللهِ الرَّحمَن
الرَّحيم...
من مقَاصدِ سورةِ
(الفاتحةِ)!
• من "نظم الدّرر في
تناسب الآيات والسّور":
"...فالغرضُ الذي سِبْقَتْ
له (الفاتحةُ)، وهوَ:
إثباتُ استحقاقِ اللهِ تعالى لجميعِ المحامدِ
وصفاتِ الكمالِ!
واختصاصِهِ بمُلْكِ الدُّنيا
والآخرةِ!
وباستحقاقِ العبادةِ
والاستعانةِ؛ بالسُّؤالِ في المنِّ بإلزامِ صراطِ الفائزينَ! والإنقاذِ من طريقِ
الهالكين! مختصًّا بذلك كلِّهِ!
ومدارُ ذلكَ كلِّه: مراقبةُ
العبادِ لربِّهمْ؛ (لإفرادِهِ بالعبادةِ)!
فهو مقصودُ (الفاتحةِ)
بالذَّاتِ! وغيرُه وسائلُ إليهِ.
فإنَّهُ لا بدَّ -في ذلك-
من إثباتِ إحاطتِهِ تعالى بكلِّ شيءٍ! ولن يثبتَ حتى يُعلَمَ أنه المختصُّ بأنه
الخالقُ الملِكُ المالِكُ!
لأنَّ المقصودَ من إرسالِ
الرُّسلِ، وإنزالِ الكتبِ: (نصبُ الشّرائعِ)! والمقصودُ من نصبِ الشّرائع: (جمعُ
الخلْقِ على الحقِّ)!
والمقصودُ من جمعِهِمْ: (تعريفُهُمُ
المَلِكَ وبما يُرضيهِ)!
وهو مقصودُ القُرآن الذي
انتظمتْهُ الفاتحةُ بالقصدِ الأوَّل، ولن يكونَ ذلك إلَّا بما ذُكِرَ عِلْمًا وعملًا!"
اهـ
والله تعالى أعلم.
(ج1/ ص: 12)، ط1 (1415هـ)،
دار الكتب العلميّة.
- - -
الجمعة 12 شوّال 1435هـ