بسمِ
اللهِ الرَّحمَن الرَّحيم...
مناسبةُ
الآيةِ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} لمَا سبقَها من الآياتِ
الكريماتِ؟
• "نظم
الدّرر في تناسب الآيات والسّور":
"وفي
الآيةِ ندْبٌ إلى اعتقادِ العجزِ*!
واستشعارِ
الافتقارِ والاعتصامِ بحولهِ وقوَّتِهِ!
فاقتَضى
ذلك توجيهَ الرَّغباتِ إليهِ بالسُّؤالِ؛ فقال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ (6)}؛ تلقينًا لأهلِ لطفِهِ، وتنبيهًا على محلِّ السّلوكِ الذي لا وصولَ
بدونِهِ، والهُدَى!" اهـ
* أي في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.
(1/ 17)،
ط1 (1415هـ)، دار الكتب العلميّة.
• "نظم
الدّرر في تناسب الآيات والسّور":
"..فلمَّا
أشرقَ واستنَارَ وعرَفَ مواقعَ الأسرارِ بالأقدارِ؛ كأنَّهُ قيلَ لهُ:
ماذَا تَطْلُبُ؟
وفي أيِّ
مذْهبٍ تذْهبُ؟
فقالَ: {اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}
(1/ 19)، ط1 (1415هـ)، دار الكتب العلميّة.
• "جامع
البيان في تأويل القرآن":
"...وَمَعْنَاهُ
نَظِيرُ مَعْنَى قَوْلِهِ: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فِي أَنَّهُ:
مَسْأَلَةُ
الْعَبْدِ رَبَّهُ (التَّوْفِيقَ لِلثَّبَاتِ) عَلَى الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ!
وَإِصَابَةِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ فِيمَا أَمَرَهُ بِهِ وَنَهَاهُ عَنْهُ فِيمَا
يَسْتَقْبِلُ مِنْ عُمْرِهِ دُونَ مَا قَدْ مَضَى مِنْ أَعْمَالِهِ، وَتَقَضَّى
فِيمَا سَلَفَ مِنْ عُمْرِهِ.
كَمَا
فِي قَوْلِهِ: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} مَسْأَلَةٌ مِنْهُ رَبَّهُ الْمَعُونَةَ
عَلَى أَدَاءِ مَا قَدْ كَلَّفَهُ مِنْ طَاعَتِهِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ!
فَكَانَ
مَعْنَى الْكَلَامِ: اللَّهُمَّ! إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ،
مُخْلِصِينَ لَكَ الْعِبَادَةَ دُونَ مَا سِوَاكَ مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَوْثَانِ،
فَأَعِنَّا عَلَى عِبَادَتِكَ، وَوَفِّقْنَا لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مَنْ أَنْعَمْتَ
عَلَيْهِ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ مِنَ السَّبِيلِ وَالْمِنْهَاجِ"
اهـ
(1/ 166-167)، ط1 (1420هـ)،
ت: أحمد شاكر، مؤسّسة الرسالة.
ملاحظة: هذه المناسبة لها
تعلق أيضًا -كما هو واضحٌ- بالآية الكريمة:
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ
الضَّالِّينَ [الفاتحة : 7]، وستأتي إن شاء الله.
• "تفسير
القرآن العظيم" :
"لـمَّا
تقدَّمَ الثَّناءُ على (المسؤولِ) -تباركَ وتعالى-؛ ناسبَ أنْ يُعقَّبَ بالسُّؤالِ؛
كما قالَ: ((فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي ما سَأَلَ))*! وهذا
أكملُ أحوالِ السَّائلِ! أن يمدَحَ مسؤولَهُ، ثُمَّ يسألُ حاجَتَهُ وحاجةَ إخوانِهِ
المؤمنينَ بقولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6}؛ لأنَّهُ أنجحُ
للحاجةِ، وأنجعُ للإجابةِ؛ ولهذا أرشدَ اللهُ تعالى إليهِ؛ لأنَّهُ الأكملُ!"
اهـ
* رواه
مسلم وغيره.
(1/26)، ط
دار المكتبة الشّعبيّة. (1/26)
• "مجموع مؤلَّفات
الشّيخ: محمّد بن عبد الوهّاب" -رحمهُ اللهُ-، من المسائلِ التي استنبَطَهَا
من سورةِ الفاتحةِ:
"...الأوًلَى: {إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}؛ فِيهَا: التَّوْحِيدُ!
الثَّانِيَةُ: {اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}؛ فِيهَا: الْمُتَابَعَةُ!
الثَّالِثَةُ: أَرْكَانُ
الدِّينِ: الْحُبُّ وَالرَّجاءُ وَالْخَوفُ!.
فَالْحُبُّ فِي الأوُلى!
وَالرَّجاءُ فِي
الثَّانِيَةِ!
وَالْخَوفُ فِي الثَّالِثَة!"
اهـ .
"كتاب فضائل القرآن"، (2/ 36)، ط1 (1421هـ)، دار القاسم.
• "شرح رياض الصّالحين"؛
للعلَّامة العثيمين -رحمهُ اللهُ-:
".... ينبغِي للإنسانِ
إذا قامَ بعملٍ أن يَشْعُرَ بأنَّهُ:
قامَ بهِ (للهِ)!
وأنَّهُ يقومُ بهِ (باللهِ)!
وأنَّهُ يقومُ بهِ (في
اللهِ)!
لأنَّهُ لا يستقيمُ على (دِينِ
اللهِ) إلَّا بعدَ الإيمانِ باللهِ -عزَّ
وجلَّ-!
فيَشْعُرَ بأنَّهُ يقومُ بِهِ
للهِ؛ أيْ مُخْلصًا!
وباللهِ؛ أي: مستعينًا!
وفي الله، أي: متَّبِعًا لِشَرعِهِ!
وهَذِهِ مُسْتَفَادَةٌ من
قولِهِ -تبارَكَ وتعالى_: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} {اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
فالأوَّلُ: قيامٌ للهِ!
والثَّاني: قيامٌ بهِ!
والثالثُ: قيامٌ فيهِ؛ أي:
في شَرْعِهِ!
ولهذا نقولُ: أنَّ المرادَ
بـ (الصِّرَاط المستقيمِ) -في الآيةِ الكريمِةِ-؛ هوَ: (شرعُ اللهِ) -عزَّ وجلَّ-"
اهـ
(1/ 572)، ط (1426هـ)، دار
الوطن للنشر، الرياض
- - -
الجمعة 26 شوّال 1435هـ