بسمِ اللهِ الرَّحمَن
الرَّحيم...
ما هُوَ علْمُ المناسباتِ؟
• من كتاب "البرهان
في علوم القرآن"، للزركشي:
"-وَاعْلَمْ أَنَّ ((الْمُنَاسَبَةَ))
عِلْمٌ شَرِيفٌ!
تُحْزَرُ بِهِ الْعُقُولُ!
وَيُعْرَفُ بِهِ قَدْرُ
الْقَائِلِ فِيمَا يَقُولُ!
وَ((الْمُنَاسَبَةُ)) فِي اللُّغَةِ:
الْمُقَارَبَةُ!
وَفُلَانٌ يُنَاسِبُ
فُلَانًا؛ أَيْ: يَقْرُبُ مِنْهُ وَيُشَاكِلُهُ.
وَمِنْهُ (النَّسِيبُ)؛ الَّذِي
هُوَ (الْقَرِيبُ الْمُتَّصِلُ)؛ كَالْأَخَوَيْنِ وَابْنِ الْعَمِّ وَنَحْوِهِ،
وَإِنْ كَانَا مُتَنَاسِبَيْنِ بِمَعْنًى رَابِطٍ بَيْنَهُمَا وَهُوَ :الْقَرَابَةُ....
- وَفَائِدَتُهُ:
جَعْلُ أَجْزَاءِ
الْكَلَامِ بَعْضِهَا آخِذًا بِأَعْنَاقِ بَعْضٍ! فَيَقْوَى بِذَلِكَ
الِارْتِبَاطُ، وَيَصِيرُ التَّأْلِيفُ حَالُهُ حَالُ الْبِنَاءِ الْمُحْكَمِ الْمُتَلَائِمِ
الْأَجْزَاءِ!...
- قَالَ الْقَاضِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ فِي "سِرَاجِ الْمُرِيدِينَ":
ارْتِبَاطُ آيِ الْقُرْآنِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ
حَتَّى تَكُونَ كَالْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ مُتَّسِقَةَ الْمَعَانِي مُنْتَظِمَةَ
الْمَبَانِي..."اهـ
(ج1/ ص: 35-36)، ط1
(1376هـ)، دار إحياء الكتب العربية.
• من كتاب: "الإتقان
في علوم القرآن"، للسيوطيّ:
"((الْمُنَاسِبَةُ))
فِي اللُّغَةِ: الْمُشَاكَلَةُ وَالْمُقَارَبَةُ.
وَمَرْجِعُهَا فِي
الْآيَاتِ وَنَحْوِهَا إِلَى مَعْنًى رَابِطٍ بَيْنَهَا عَامٍّ أَوْ خَاصٍّ،
عَقْلِيٍّ أَوْ حِسِّيٍّ أَوْ خَيَالِيٍّ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ
الْعَلَاقَاتِ أَوِ التَّلَازُمِ الذِّهْنِيِّ، كَـ:
- (السَّبَبِ
وَالْمُسَبِّبِ)
- وَ(الْعِلَّةِ وَالْمَعْلُولِ)
- وَ(النَّظِيرَيْنِ)
- وَ(الضِّدَّيْنِ)
وَنَحْوِهِ" اهـ
(ج2/ ص: 218)، ط1 (1419هـ)، دار الكتاب العربيّ.
• من "نظم الدّرر في
تناسب الآيات والسّور"، للبقاعيّ:
"علمُ مناسَبَاتِ القُرآنِ
الكَريمِ عِلْمٌ تُعرَفُ منه عِلَلُ ترتيبِ أجزائهِ...
وبهذا العِلْمِ؛ يرسخُ
الإيمانُ في القلبِ! ويتمكَّنُ من اللُّبِّ!
وذلكَ أنَّهُ يكشفُ أن
للإعجازِ طريقينِ:
1) نظمُ كلُّ جملةٍ على
حيالِها؛ بحسبِ تركيبِها!
2) والثّاني: نظمُها مع
أختِها بالنّظرِ إلى التّرتيبِ" اهـ
(ج1/ ص: 5و7)، ط1 (1415هـ)،
دار الكتب العلميّة.
والله تعالى أعلم.
= ما سبقَ مجرّد تقريب
لمفهوم (المناسبة)، لتبقى تذكرةً تساعدُ على فهم ما سيردُ في المدونة من مواضيع، وللمزيدِ؛
هناك بابٌ خاصٌّ مفيدٌ احتواهُ كتاب "الدّليل إلى كيفية تعليم القرآن
الكريم"، الجزء الثّالث.
والله الموفّق.
- - -
الجمعة 11 شوّال 1435هـ