مناسبةُ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، لـ: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة : 7]



بسمِ اللهِ الرَّحمَن الرَّحيم...
مناسبةُ الآيةِ الكريمةِ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}، للآيةِ الكريمةِـ: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة : 7]

• "جامع البيان في تأويل القرآن":
"وَقَوْلُهُ {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}؛ إِبَانَةٌ عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ!
أَيُّ الصِّرَاطِ هُوَ؟ إِذْ كَانَ كُلُّ طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْحَقِّ (صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)!.." اهـ‍
(1/ 177)، ط1 (1420هـ‍)، ت: أحمد شاكر، مؤسّسة الرّسالة.

• أيضًا من "جامع البيان في تأويل القرآن":
"...فَالَّذِي أُمِرَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ أَنْ يَسْأَلُوهُ رَبَّهُمْ مِنَ (الْهِدَايَةِ لِلطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ)؛ هِيَ الْهِدَايَةُ لِلطَّرِيقِ الَّذِي (وَصَفَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ صِفَتَهُ)!! وَذَلِكَ (الطَّرِيقُ) هُوَ طَرِيقُ الَّذِي وَصَفَهُمُ اللَّهُ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ فِي تَنْزِيلِهِ، وَوَعَدَ مَنْ سَلَكَهُ فَاسْتَقَامَ فِيهِ طَائِعًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُورِدَهُ مَوَارِدَهُمْ، وَاللَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ!.." اهـ‍
(1/ 178)، ط1 (1420هـ‍)، ت: أحمد شاكر، مؤسّسة الرسالة.

• "نظم الدّرر في تناسب الآيات والسّور":
"ولـمَّا طَلبَ أشرفَ طَريقٍ؛ سألَ أحسنَ رفيقٍ! فقَالَ: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}" اهـ‍
 (1/ 20)، ط1 (1415هـ‍)، دار الكتب العلميّة.

• "أسرار التّكرار في القرآن":
"قَوْلُه تَعَالَى {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}:
كرَّرَ {الصِّرَاط} لعِلَّةٍ تَقْرُبُ مِمَّا ذكرْتُ فِي {الرَّحْمَن الرَّحِيم}؛ وَذَلِكَ أَنَّ (الصِّرَاطَ)؛ هُوَ الْمَكَانُ المهيَّأُ للسُّلُوكِ؛ فَذكَرَ فِي الأوَّلِ (الْمَكَانَ)، وَلم يذْكُرِ (السَّالِكِين)؛ فَأَعَادَهُ مَعَ ذِكْرِهِمْ؛ فَقَالَ {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}؛ أَي: الَّذِي يسلُكُهُ النَّبِيُّونَ والمؤْمِنونَ! وَلِهَذَا كرَّرَ -أَيْضًا- فِي قَوْلِهِ: {إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}  {صِرَاطِ اللهِ}[الشّورى: 52-53]؛ لِأَنَّهُ ذكر الْمَكَانَ المهَيَّأَ، وَلم يذْكُرِ المهَيِّءِ؛ فَأَعَادَهُ مَعَ ذِكْرِهِ؛ فَقَالَ {صِرَاطِ اللهِ}؛ أَيِ: الَّذِي هَيَّأَهُ للسَّالِكِينَ" اهـ‍
(صفحة: 66)، طبعة دار الفضيلة

• "البحر المحيط في التّفسير":
 "...وَجِيءَ بِهَا* لِلْبَيَانِ! لِأَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ قَبْل {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ}؛ كَانَ فِيهِ بَعْضُ إِبْهَامٍ؛ فَعَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ: {صِرَاطَ الَّذِينَ}؛ لِيَكُونَ الْمَسْؤُولُ الْهِدَايَةَ إِلَيْهِ قَدْ جَرَى ذِكْرُهُ مَرَّتَيْنِ! وَصَارَ بِذَلِكَ الْبَدَلُ فِيهِ حَوَالَةً عَلَى طَرِيقٍ مِنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَثْبَتُ وَأَوْكَدُ!
وَهَذِهِ هِيَ فَائِدَةُ نَحْوِ هَذَا الْبَدَلِ، وَلِأَنَّهُ عَلَى تَكْرَارِ الْعَامِلِ، فَيَصِيرُ فِي التَّقْدِيرِ جُمْلَتَيْنِ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي الْجُمْلَتَيْنِ مِنَ التَّأْكِيدِ! فَكَأَنَّهُمْ كَرَّرُوا طَلَبَ الْهِدَايَةِ!" اهـ‍
(1/ 48) ط (1420هـ‍)، ت:  صدقي محمد جميل، دار الفكر -  بيروت.
* أي الآية الكريمة:  {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}

• من: تفسير سورة الفاتحة"،  للعلَّامةِ: عبيد الجابريّ -حفظهُ اللهُ-:
"ما علاقةُ الآيةِ هذهِ {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}
بقولِهِ تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}؟
علاقتُها تفسيريَّةٌ بيانيَّةٌ!
كيفَ ذلكَ؟
كأنَّ قائلًا قالَ: وما الصِّراطُ المستقيمُ؟
فالجوابُ: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}.
تفسيريَّةٌ؛ يعنى: بيانيَّةٌ؛ جوابُ السُّؤالِ مقدَّرٌ.
 ما ذلكُمُ السُّؤالُ؟
كأنَّ قائلًا قالَ: ما هذَا الصِّراطُ المستقيمُ؟
فكأنَّهُ الجوابُ هكذا: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}.." اهـ‍
من المكتبة المقروءة -باختصار-.

"مدارج السّالكين بين منازل إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين":
"..فَـ{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}؛ تَحْقِيقٌ لِهَذَا التَّوْحِيدِ، وَإِبْطَالٌ لِلشِّرْكِ فِي الْإِلَهِيَّةِ!
كَمَا أَنَّ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تَحْقِيقٌ لِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَإِبْطَالٌ لِلشِّرْكِ بِهِ فِيهَا، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}؛ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ التَّوْحِيدِ! وَهُمْ أَهْلُ تَحْقِيقِ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}!!
وَأَهْلُ الْإِشْرَاكِ هُمْ أَهْلُ الْغَضَبِ وَالضَّلَالِ!" اهـ‍
 (1/ 86)، ط3 (1416هـ‍)، ت: محمد المعتصم بالله البغدادي ، دار الكتاب العربي، بيروت.
- - -
الأحد 28 شوّال 1435هـ‍