المناسبة بين الآيتينِ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}



بسمِ اللهِ الرَّحمَن الرَّحيم...
((سورةُ الفاتحة)).

• المناسبةُ بين الآيتينِ الكريمتينِ:
 {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}{الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 2-3]

"وَصَفَ نَفْسَهُ تَعَالَى بَعْدَ {رَبِّ الْعالَمِينَ}، بِأَنَّهُ {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}؛ لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ فِي اتِّصَافِهِ بـ {رَبِّ الْعالَمِينَ} تَرْهِيبٌ! قَرَنَهُ بِـ{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}؛ لِمَا تَضَمَّنَ مِنَ التَّرْغِيبِ! لِيَجْمَعَ فِي صِفَاتِهِ بَيْنَ: (الرَّهْبَةِ مِنْهُ)، وَ(الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ)، فَيَكُونُ أَعْوَنَ عَلَى طَاعَتِهِ وَأَمْنَعَ! كَمَا قَالَ [تعالى]: {نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} {وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49-50].." اهـ‍
"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبيّ، (ج1/ص:139)، ط2 (1384هـ‍)،  دار الكتب المصريّة.

-وفي تعليلٍ آخرَ:
"ولمَّا كانت مرتبةُ (الرُّبوبيّة) لا تَستَجمِعُ الصَّلاحَ إلَّا (بالرَّحمةِ)! أتْبَعَ ذلكَ بصفتَيِ: {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}؛ ترغيبًا في لزومِ حمدِهِ! وهي تتضمَّن تثنيةَ تفصيلِ ما شملَهُ (الحمدُ) أصلًا" اهـ‍
"نظم الدّرر في تناسب الآيات والسّور"، (ج1/ ص: 14)، ط1 (1415هـ‍)، دار الكتب العلميّة.
واللهُ تعالى أعلم.
- - -
الجمعة 12 شوّال 1435هـ‍