بسمِ
اللهِ الرَّحمَن الرَّحيم...
مناسبةُ
قولِهِ تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ
وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]؛ لما سبقَها من الآياتِ الكريماتِ؟
• قالَ
ابنُ القيّمِ -رحمهُ اللهُ-:
"وَكَثِيرًا
مَا كُنْتُ أَسْمَعُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ -قَدَّسَ اللَّهُ
رُوحَهُ- يَقُولُ:
{إِيَّاكَ
نَعْبُدُ} تَدْفَعُ الرِّيَاءَ!
{وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ} تَدْفَعُ الْكِبْرِيَاءَ!
فَإِذَا
عُوفِيَ مِنْ مَرَضِ (الرِّيَاءِ) بِـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}
وَمِنْ
مَرَضِ (الْكِبْرِيَاءِ وَالْعُجْبِ) بِـ {إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
وَمِنْ
مَرَضِ (الضَّلَالِ وَالْجَهْلِ) بِـ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
عُوفِيَ
مِنْ أَمْرَاضِهِ وَأَسْقَامِهِ!
وَرَفَلَ
فِي أَثْوَابِ الْعَافِيَةِ!
وَتَمَّتْ
عَلَيْهِ النِّعْمَةُ!
وَكَانَ
مِنَ الْمُنْعَمِ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ!
وَهُمْ
أَهْلُ فَسَادِ الْقَصْدِ؛ الَّذِينَ عَرَفُوا الْحَقَّ وَعَدَلُوا عَنْهُ!
وَالضَّالِّينَ
وَهُمْ أَهْلُ فَسَادِ الْعِلْمِ؛ الَّذِينَ جَهِلُوا الْحَقَّ وَلَمْ يَعْرِفُوهُ!"
اهـ
"مدارج
السالكين بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين"، (1/ 78)، ط3 (1416هـ)، دار
الكتاب العربي - بيروت
• وقالَ
-رحمهُ اللهُ-:
"فَالْقُرْآنُ
كُلُّهُ فِي (التَّوْحِيدِ) وَحُقُوقِهِ وَجَزَائِهِ!
وَفِي
شَأْنِ (الشِّرْكِ) وَأَهْلِهِ وَجَزَائِهِمْ!
فَـ{الْحَمْدُ
لِلَّهِ}: تَوْحِيدٌ!
{رَبِّ
الْعَالَمِينَ}: تَوْحِيدٌ!
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}: تَوْحِيدٌ!
{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}: تَوْحِيدٌ!
{إِيَّاكَ
نَعْبُدُ}: تَوْحِيدٌ!
{وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ}: تَوْحِيدٌ!
{اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}: تَوْحِيدٌ
مُتَضَمِّنٌ لِسُؤَالِ الْهِدَايَةِ إِلَى طَرِيقِ أَهْلِ التَّوْحِيدِ؛ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ!
{غَيْرِ
الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}: الَّذِينَ فَارَقُوا التَّوْحِيدَ!"
اهـ
"مدارج
السالكين بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين"، (3/ 418)، ط3 (1416هـ)، دار
الكتاب العربي - بيروت
- - -
الخميس 2
ذو القعدة 1435هـ