بسمِ
اللهِ الرَّحمَن الرَّحيم...
مناسبة تعقيبِ
سورةِ (الفاتحةِ) بسورةِ (البقرة)؟
•
"نظم الدّرر في تناسب الآيات والسّور":
"وأمَّا
مُناسبةُ ما بعدَ ذلكَ (للفاتحةِ)؛ فهوَ أنَّهُ لـمَّا أخبرَ سبْحَانَه وتعالى أنَّ
عبادَهُ المخلِصِينَ سألُوا في (الفاتحةِ): هدايةَ الصِّراطِ المستقيمِ؛ الَّذي هوَ
غير ُ طريقِ الهالكينَ؛ أرشدَهُمْ في أوَّلِ الَّتي تَلِيها إلى أنَّ (الهُدَى المسؤولُ)
إنَّما هوَ في هذا (الكتابِ)! وبيَّنَ لهُمْ:
-
صفاتِ الفريقينِ الممنُوحَينِ بالهدايةِ؛ حثًّا على التَّخَلُّقِ بها!
-
والممنوعينَ منها؛ زجرًا عنْ قُرْبِهَا!
فكانَ ذلكَ مِنْ أعظمِ المناسباتِ لتعقيبِ (الفاتحةِ)
بـ (البقرةِ)
لأنَّها
سِيقَتْ:
-
(لِنَفْيِ الرَّيبِ) عَنْ هَذا (الكتابِ)!
-
ولأنَّهُ هُدًى للمتَّقينِ!
-
ولِوَصْفِ المتَّقينِ وما يُجازُونِ بِهِ بما في الآياتِ الثَّلاثِ!
-
ولِوَصْفِ الكافِرينَ الَّذين لا يُؤمنونَ؛ لِـمَا وَقَعَ مِنَ الخَتْمِ على حَوَاسِّهِمْ
والخَتْمِ لعقابِهِمْ؛ لِيُعْلَمَ أنَّ:
-
ما اتَّصَفَ بِهِ (المتَّقُونَ) هوَ (الصِّراطُ المستقيمُ)؛ فيُلْزَمَ!
-
وما اتَّصَفَ بِهِ مَنْ (عَدَاهُمْ) هوَ طريقُ (الهالكينَ)؛ فيُتْرَكُ!
وفي
الوصْفِ بـ(التَّقْوى) بعدَ ذِكْرِ (المغْضُوبِ عَلَيهمْ والضَّالِّينَ) إشارةٌ
إلى أنَّ المقامَ مقامُ (الخَوفِ)!" اهـ
(1/
32)، ط1 (1415هـ)، دار الكتب العلميّة.
-
- -
الأربعاء 2 شعبان 1436هـ