بسمِ
اللهِ الرَّحمَن الرَّحيم...
مناسبةُ (أوَّلِ سورةِ
الفاتحةِ) -أوَّلِ المصْحفِ- مع (أوَّلِ
سورةِ النَّاسِ) -مع آخرِ المصحفِ-؟
• "مجموع مؤلَّفات
الشّيخ: محمّد بن عبد الوهّاب" -رحمهُ اللهُ-:
"
...فَذَكرَ فِي أَوَّلِ
هَذِهِ السَّوْرَةِ الَّتِي هِي أَوَّلَ الْمُصَحِّفِ:
(الأُلُوهِيَّةَ
وَالرُّبُوبِيَّةَ وَالمُلْكَ), كَمَا ذكرَهُ فِي آخر سَوْرَةَ مِنْ الْمُصَحِّفِ:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
النَّاسِ} {مَلِكِ النَّاسِ} {إِلَهِ النَّاسِ} [الناس: 1-3].
فَهَذِهِ ثَلاثَةُ أَوْصَافَ
لِرَبِّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- ذَكَرَهَا مَجْمُوعَةً فِي مَوضعٍ واحدٍ فِي
أَوَّلِ القُرْآنِ، ثُّمَّ ذَكَرَهَا مَجْمُوعَةً فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فِي آخِرِ مَا
يَطْرُقُ سَمْعَكَ مِنَ القُرْآنِ!
فينبَغِي لِمَنْ نصحَ
نَفْسَهُ أَنْ:
- يَعْتَنِيَ بِهَذَا
الْمَوْضُوعِ!
- وَيَبْذُلَ جُهْدَهُ فِي
الْبَحْثِ عَنْهُ!
- وَيَعْلَمَ أَنَّ
الْعَلِيمَ الْخَبِيرَ لَمْ يَجْمَعْ
بَيْنَهُمَا فِي أَوَّلِ القُرْآنِ ثُمَّ فِي آخِرِهِ؛ إلَّا لِـمَا يُعْلَمُ مِنْ
شِدَّةِ حاجَةٍ الْعِبَادِ إِلَى مَعْرِفَتِهَا! وَمَعَرِفَةِ الْفرْقِ بَيْنَ
هَذِهِ الصِّفَاتِ! فَكُلُّ صِفَةٍ لَهَا معنًى غَيْرَ مَعنَى الأخْرَى! كَمَا
يُقَالُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ, وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ, وَسَيِّدُ وَلَدِ
آدمَ؛ فَكُلُّ وَصْفٍ لَهُ معنًى غَيْرَ ذَلِكَ
الْوَصْفِ الآخَرِ... " اهـ
"كتاب
فضائل القرآن"، (ج2/ 32)، ط1 (1421هـ)، دار القاسم.
= ملاحظة: أدرجتُ هذهِ
المناسبةِ مع أنَّهُ لا زلنا في بدايةِ المصحفِ، وذلكَ:
1- للإلمام بـ (مناسبات سورة الفاتحة).
2- لأنَّ سورةَ (النّاسِ)
تُقرأ كثيرًا، فناسبَ أن ندركَ وجهَ الارتباط بينها وبين سورةِ (الفاتحة)!
3- لا يضمنُ المرءُ
عمرَهُ، ولا يدْري متىٰ يصلُ إلى (سورة النّاس)!
واللهُ الموفّق.
- - -
السّبت 29 محرّم 1436هـ